لم أتناول الموضوع قط، ولم أفكر به حتى. إلى أن عُرض عليّ أن أشارك في معرض ترافق به قصائدي، أو أجزاء منها، لوحات وصور فوتوغرافية. عندما توجه إلي عَدي يكوتيئيل، مشرف المعرض، وافقت، لكني صرحت أني لا أعرف كيف ألائم النص للوحة، لكن سيسرني أن شارك في عملية صنع القرار.
عرض المعرض ("داخل منازلنا" الذي أقيم في شفاعمرو قبل عدة أشهر) الذي أراد تعزيز الخطاب عن العنف ضد المرأة أعمال 14 فنانة عربية رافقتها نصوصي. أقيم المعرض على جدران البلدة القديمة في شفاعمرو، مجبرًا المارة على مشاهدة الأعمال دون أن يكونوا قد رغبوا هم بذك.
لم أفهم دائمًا كيف تتم ملاءمة النص للوحة. لم أرَ العلاقة بين النص واللوحات دائمًا، لكني فهمت لاحقًا أن ما يربط النص باللوحة أو الصورة الفوتوغرافية هو ظلال الألوان أو توزيعها على اللوحة. قلما يمكنك رؤية هذا للوهلة الأولى لكن يمكنك فهمه عند تأمل اللوحات وفهم موضوعها. قد تكون العلاقة بين النص واللوحة أكثر وضوحًا أحيانًا، عندما يرتبط المشهد البصري بكلمات النص وعندما يحاور النص ما نراه في اللوحة.
يجعلنا الجمع بين اللوحة والكلمات أحيانًا أن نحاول التفكير ورؤية الأمور بشكل مختلف قليلاً. تظهر فجأة أفكار وأسئلة لم نكن لنفكر بها إذا لم ترافق القصيدة بالصورة، على سبيل المثال نص عن الحلم يرافق صورة لطفل يحمل عنزة بيديه يذكر المشاهد بقصة إسماعيل وإبراهيم، وهي أشياء قد لا نفكر بها بلا الصورة المصاحبة. إرفاق النص بصورة يجبرنا على رؤية الأشياء بشكل مختلف أو مقلوب أو بعيد ربما، ويدهش القارئ أو المشاهد حتى.
كلمة وصورة
آيات أبو شميس
شاعرة من يافا، أصدرت ديوانين ثنائيي اللغة بالعبرية مع ترجمة عربية. تُرجمت بعض قصائدها إلى لغات أجنبية ونُشرت خارج البلاد. حائزة على عدة جوائز على أعمالها وتعمل اليوم على إصدار كتابها الثالث. آيات بلوغر وناشطة اجتماعية. تعمل في التدريس وطالبة ماجستير.