بين جدران جاليري GH في جفعات حبيبة تتجسد مشاعر الفنانة الفلسطينية عائشة عرار ابنة البالغة من العمر 28 عامًا من مدينة جلجوليا.

تخاطبنا رسوماتها بشكل مباشر كما ولو كانت تحثنا على استكشاف وتأمل اختيارها للألوان وسيرورة إبداعها، حيث تبدو رسوماتها للوهلة الأولى وكأنها مبعثرة وعبثية تمتاز بخطوطها غير المتماثلة، حتى نلاحظ تعقيدها وصدق مشاعرها.

تعرض عرار 38 لوحة تتميز بالدقة والشفافية، وهي تتناول مواضيع مختلفة كالهوية، والتحديات التي تواجهها المرأة. تتمركز لوحاتها حول شخصية معينة دائما، تبدو وكأنها في حالة تردد دائمة ورهبة مطولة بالهروب: بالغوص في البحر أو وضع رأسها في الرمال. تفتح لوحات عائشة جرحًا ما زال ينزف، فلغتها تبدو طفولية، فهي مليئة بمزيج من الألوان، خيالية وغير مقيدة بقوانين او حدود.  فتمتاز لوحاتها بالخط الواضح مع اظهار التناقض الكامن حيث تدمج بين اتضخيم جزء من الجسم بيما تقلص جزء اخر، مما قد يدل على اظهار التاقض الكامن في المجتمع العربي.
تكرر عرار استخدام الحيوانات للتعبير عن مشاعر إنسانية. على سبيل المثال، تظهر إحدى اللوحات فيلًا يبدو وكأنه مفزوع وخائف ومنطوٍ على نفسه رغم كونه حيوانًا ضخم، زرافة تبحث عن نفسها في لوحة أخرى، أرجل عصافير وزعنفة حوت تعكس للمشاهد تركيبة حياتية. بالإضافة إلى الحيوانات، تمتلئ أعمال عرار على العيون وترسمها متنوعة أشكالًا وأحجامًا كما ولو كانت تلفت انتباهنا للأنظار التي لا تكف عن ملاحقة النساء الفلسطينيات وإلى تأثيرها علينا، فبعضها يجعلنا ننطوي وننزعج، وبعضها ما يجعلنا حائرات نتمعن النظرات وننظر إلى داخلنا.

تتنقل عرار بين الألوان المائية، والاكريلية، والباستيل، والحبر والرصاص، كما وتتنقل بين البريستول والورق والكانفس ما يجعلها أكثر متاحة وقريبة لبساطتها. يرافَق المعرض بعرض"القمر الاسود" الأدائي من إنتاج عرار بالتعاون مع نوعا شيلو وافرات روبين عزفت فيه فرقة "تنوعا". فن عرار لا يقتصر على الرسومات فقط بل هو مزيج بين الحركة والموسيقى لإيصال الصورة والرسالة كاملة.

تعكس لوحات عرار جانبًا آخرًا من واقع أليم يهمش المرأة. لم يحظَ معرضها لتغطية كافية من قبل الصحافة العربية في البلاد التي اكتفت بنشر خبر عنه دون التطرق للقضايا التي يناقشها وتناوله لأساطير كانت يومًا متداولة بين النساء الفلسطينيات على حد قولها.

​

قيّمة المعرض: عنات ليردور

أقيم المعرض من 16\10 - 4\12\2021 في جاليري GH في جفعات حبيبة