" أنا فنانة ناشئة "
حدثينا عن نفسك
سجى قطينة، فنانة ناشئة ولدت 1998 في القدس وتعيش وتعمل فيها منذ ذلك الحين، في عام 2021 أنهت اللقب الأول BFA في التصوير الفوتوغرافي بأكاديمية بتسئليل للفنون والتصميم، تركز في أعمالها على التصوير الوثائقي والحضاري لعكس الواقع الإجتماعي والسياسي،حيث تستخدم تصوير الأنالوج (التصوير التناظري)، الذي يعطي طبقة أخرى للعمل الفني من خلال إعادته إلى بداية التصوير كصور فيلم معاصرة.
شاركت في العديد من المعارض في البلاد، بداية بمعرض خرجي بتسلئيل- القدس 2021 ومن ثم وعلى التوالي معرض المبدعون الناشئون في مؤسسة المعمل للفن المعاصر - القدس 2021، معرض يعاد 3 في صالة عرض المركز- القدس 2021، معرض ومازلنا نخطو نحوها في حوش الفن - القدس 2021، معرض هدية في مؤسسة المعمل للفن المعاصر - القدس 2021، معرض فوتو إسرائيل -تل أبيب 2021، معرض יוצאים לאור معرض شارع - البلدة القديمة يافا 2021، معرض ومازلنا نخطو نحوها في مركز خليل السكاكيني - رام الله 2022، كما وتعمل حالياً مركزة للتصوير في مشروع التمكين في مدارس شرقي القدس بالتوازي لعملها وممارستها للفن.
لماذا تعلمت الفن؟
تطرقت قطينة لتجربتها في التعلم الفنون في المدرسة، حيث أشارت أنها كانت تجيد الرسم بتعلم ذاتي و بدورات تعلم الرسم خارج سياق المدرسة، بالمقابل لما تتعدى حصص الفنون المدرسية تعليم الرسم والأشغال اليدوية بعيداً عن كل ما يخص تاريخ الفن والمدارس الفنية أو حتى التطرق لفنانين سواء كانوا عالميين أم محليين، بالإضافة للافتقار للقاموس اللغوي والمفاهيمي الفني، أو حتى الانكشاف على الأدوات والمعدات والمواد المختلفة في مجالي الفنون والتصميم، حيث يأتي تطرق قطينة لتجربتها بهدف النقد البنًاء لا آملة بأن يكون تعليم الفنون آخذ بتحسن في السنوات القادمة القريبة على أيدي معلمين فنانين بالأساس.
"لما دخلت الدورة التحضيرية ما كنت مفكرة أو مقررة اني أكمل تعليم بالتصوير"
التحقت سجى بعد التعليم الثانوية بالدورة التحضيرية في بتسلئيل، الأمر الذي كشفها على العديد من مجالات الفنون والتصميم، حيث كانت بمثابة مدخل إثرائي متنوع ومبني على التعرف من خلال التجربة، الأمر الذي أعطاها الفرصة للتعرف على التصوير بعين مختلفة، من الملاحظة البصرية إلى الإضاءة كعامل مهم في التصوير وحتى المضمون الذي تعبر عنه الصورة.
"الأكاديمية عبارة عن واسطة لأنك تكوني فنانة بشكل أسرع "
ما هي الوسائط الفنية التي تستخدميها ؟
بدأت قطينة التعلم في قسم التصوير في بتسلئيل، توسعت بتجاربها مع التصوير من تصوير الاستديو إلى التصوير في الحيز العام، فتقول : " بشكل عام أنا دخلت دخل الأكاديمية بعمر صغير، لما جيت هون كنت كتير أجرب بالجامعة، وفكرت ال٤سنين انه بتجربي كلشي، كنت معنية بتصوير بالاستديو، وحبيت الوثائقي، بس اذا بدي أربط بيناتهم، بلاستديو كمان كنت أصور اوبجكتف، ونفس الاشي برا، بس التعامل بختلف بين الاستديو والطبيعة، بالطبيعية في أشياء مجبورة عليها بلاستديو في اكتر تحكم"
فيما بعد تتطرق لتصوير الأنالوج : "حبيت كتير أجرب الانالوج، رجعت أصور أنالوج سنة تالتة، بدروس التصوير الصحفي، الأنالوج بتعامل مع الضو غير، الانالوج ناعم الديجتال كتير غامق، الانالوج بتقدري تلعبي فيه، والانالوج ما بضيع زي الديجتال، الديجتال بغلطة صغيرة بضيع، الانالوج في الو سيرورة عمل معينة،ومش كل حدا عندو صبر يمرقها"
ما هي التحديات التي تواجهينها ؟
" التحديات، الدائمة بالنسبة الي هي الأشخاص واسئلتهم، وتعاملهم مع الفكرة، لانه انا بصور قبال بيوت أو ممتلكات خاصة، أو أشياء بالنسبة للناس غير مهمة ومغيبة عن نظرهم ووعيهم. وخوف الناس من انه أكون بشتغل بالبلدية أو تابعة لمنظمة معينة الي بتهدد حياتهم"
ما هي الطقوس التي تمارسيها للوصول من الفكرة إلى العمل ؟
اليوم تستمر قطينة في الممارسات الفنية التي طورها خلال فترة التعليم، حيث تتركز بالبحث في المساحة العامة، ومن وجهة نظر نقدية لأماكن تعرفها جيداً، تتبلور الأفكار من محطات ومواقف مجتمعية، والتجول في الأماكن العامة، الشوارع، والأحياء والنظر إليها بوجهة نظر مختلفة بالتركيز على كمية المعلومات والطبقات التي تعكسها ثقافة الشارع الحالية، من عشوائية في البناء وكيفية تعامل الأشخاص مع البيئة المحيطة. وكيفية تأثير كل منهم على ثقافة المكان البصرية.
يتناول عملك " اللاوعي المرئي " الذي عرِض في معرض "يُعاد" في صالة المركز مجموعة صورية من أحياء القدس.
من أين جاءت فكرة العمل ولماذا اخترت هذا الموضوع؟
"بصور من وجهة نظري وتجربتي في القدس والقرى والأحياء المحيطة بها، لأصف التركيب المعقد للمكان والواقع الاجتماعي والسياسي. أولاً، أتجول في الأماكن ومعي كاميرا، أتعرف على المكان، وأخطط بناءً على ما رأيت من أجل المشروع، ثم أعود مرة أخرى في الصباح الباكر مع معدات التصوير : حامل ثلاثي القوائم وكاميرا تمثيلية متوسطة الحجم. هذه ساعات عندما يكون هناك لا يوجد نشاط بشري، ولكن هناك علامات واضحة على وجوده، وتأثيره على البيئة، فاخترت توثيق هذه العلامات".
… "هذا ليس مجرد فيلم وثائقي يسعى للتحدث عن الإهمال والحرمان. أقوم بتحديد موقع مرايا التراكم والتقاطع لأوقات مختلفة داخل الفضاء وتصويرها.بحسب "عندما تتعارض أنظمة الفضاء العامة: حالة المدن الفلسطينية في إسرائيل" بقلم ميساء توتري فاخوري ونوريت الفاسي حالة نشأت عن الغياب التام لطرف مشرف محايد (على سبيل المثال، البلدية)"
تكشف الصور عن الطبقات المتعددة للمكان الذي يتميز بأشياء مؤقتة مهملة ومنسية أو ما زالت قيد الاستخدام: سيارات ومحطات وقود وعلامات ومواقع بناء. لا أرى هذه الأشياء على أنها المزيد من الأشياء المؤقتة في الفضاء، ولكن كمنحوتات تنتج مظهر وهوية المكان. في التصوير الفوتوغرافي الخاص بي، تعزلها عن الأحداث اليومية من حولهم وتحولها إلى أشياء منحوتة في الفضاء العام.
من خلال التصوير الفوتوغرافي تشير إلى المكان مع مزيد من التفكير في الوقت والاستمرار الذي يمر عبر المكان، عملية مستمرة تتغير فيها الأشياء بلا توقف، على الرغم من أن الأشياء تبدو ثابتة، إلا أنها تتغير عمليً أكثر بكثير مما سنراه للوهلة الأولى. التغيير بطيء، بلا حراك، لكنه تراكمي ودائم. تعيد الصور هذه الأشياء إلى مركز اهتمامنا، مما يجعل استمرارها وقتًا ملموسًا. وبذلك توجه انتباهنا المرئي ولكن الباطني للمكان.
"شخصياً بآمن انه الفنان ما بنفع يكون متخصص بميديوم معين، بدي اخد لقب تاني عشان أتنوع بالوسائط وما أكون بس بميديوم واحد"
إلى أين تريدين الوصول؟
تجمع قطينة بين العمل في المؤسسات الفنية و عملها كفنانة ناشئة، حيث تستمر جولاتها الاسكتشافيات لأماكن وظواهر بالحيز العام، بالإضافة لمشاركتها في المعارض المحلية، تطمح قطينة لتجربة وسائط أخرى في الفنون، فهي تعرف نفسها على أنها فنانة وليس فقط مصورة، حيث عبرت عن رغبتها بالالتحاق للقب الثاني في الفنون المعاصرة بهدف التوسع والتجربة، كما أشارت إلى أن عمل الفنان هو سيرورة بحد ذاتها تستمر لفترة زمنية طويلة ولا يمكن الاكتفاء بعدة أعمال تعبر عنه بمرحلة معينة.