بين تخليد الذكريات والواقع، بين القدس وشفاعمرو، بين البقاء في البيت أو اللجوء للخارج. لدى لور عوكل براعم موهبة ينتظرها مستقبل واعد.
حدثينا عن نفسك
لور عوكل من مواليد شفاعمرو ومن سكان القدس. أتمت دراستي بمجال تصميم الزجاج مؤخرًا، وهو مجال وصلت إليه صدفة واكتشفت عالمًا عميقًا ومادة متغيرة تستطيع أن تفاجئني كل مرة من جديد، وهي مثيرة للغاية.
لماذا الفن البصري؟
أحبت أمي الفنون والرسم منذ طفولتنا. كانت ترسم وطالما شجعتنا أن نعمل بما نحبه، أن نستمتع بعملنا ونبدع به. كنت أنظر إليها وأستمد طاقات جميلة، وكنت أدرك أني سأخوض العالم الذي عرفتني عليه. اقترحت على أمي أن أخوض مجال التصميم لقناعتها أنه يناسبني. تقدمت لدراسة التصميم في بتسلئيل ورفِضت واقترحوا علي الالتحاق بمسار آخر، وهو مجال الزجاج الذي استطاع أن يسحرني.
ما هي الوسائط الفنية التي تستخدميها؟
الزجاج أساسًا، بالإضافة إلى الصوت والفيديو وكتابة النصوص، وهي وسائط توصلني في النهاية إلى الصورة التي أريد إيصالها.
للزجاج القدرة على وضعك في حلقة دراسة وبحث مستمرة. التركيز على مادة واحدة لفترة طويلة يكسبك الآليات والمهارات للتعامل مع مواد اخرى. ما زال الزجاج يفاجئني وما زلت أبحث عن توازن بيننا. الزجاج مادة عنيدة، على خلاف الورق مثلا، الذي يتيح لك تغيير شكله وخصائصه.
ما هي الطقوس التي تمارسينها للوصول من الفكرة إلى العمل؟
أنا لا أتبع طقوسًا معينة ولا أحب الروتين، هنالك خطوات أتبعها لكني لا أعتبرها طقوسًا بالمعنى المتعارف عليه. على سبيل المثال، أركز على البحث النظري أو قد تثير اهتمامي فكرة قرأت عنها في كتاب أو مشهد من فيلم ثم أجري بحثًا وتجارب على المادة. أتبع إحساسي عند العمل، قد أبدأ العمل على شيء ما وأغيره كليًا، إما لفكرة تخطر لي أثناء العمل أو لتجاوب مفاجئ من المادة التي أعمل عليها. المهم هو أن تأتي نقطة البداية من إحساسي.
من أين تأتي الأفكار؟
من قراءة الكتب أو المقالات أو من تجارب مختلفة أمر بها أو ذكريات.
ما هي التحديات التي تواجهينها؟
التحدي الأكبر هو الجانب التقني والمادي. كان بودي أن يكون لي أستديو خاص يتطلب معدات خاصة. اتضح لي عندما شاركت في تبادل طلابي في أمستردام أن المجالات مفتوحة أكثر في الخارج لكن علي إكمال تعليمي للتقدم والتطور في هذا المجال، ما يتطلب إمكانيات مادية.
ما هو دور الجمهور والعائلة؟
عائلتي داعمة جدا، فهم مدركين للصعوبات التي أواجهها ويعطونني المساحة المطلوبة لأشعر بالراحة وأبدع، لكنهم واعون للتحديات والصعوبات ويتساءلون كيف سأمول نفسي عندما أرفض أو أمتنع عن تسويق نفسي وعن التواجد في الواجهة – وأنا اعمل لتحسين ذلك. لم أشارك في الكثير من المعارض. من الصعب علي أن أكون في الواجهة وأفتش عن المعارض. كنت أود أن أقضي وقتي في العمل والإنتاج دون أن أكون في المقدمة وأن أسوق عملي، فأنا لا أحب الرأسمالية في ذلك.
من أين جاءت فكرة العمل "الصوت الذي أصبح أكبر من الشمس" الذي عرضته في جاليري المركز ولمذا اخترت هذا الموضوع؟
بدأت العمل على هذا العمل عند تواجدي في برنامج تبادل الطلاب في أمستردام. تساءلت: "هل الأصوات الموجودة بذكرياتي هي صوت أم شيء آخر حدث في فضاء آخر؟" فكرت بالأصوات الصادرة في الحروب وبعد بحث مكثف وصلت إلى نظرية العالم والمؤرخ اليكساندر تشيزفسكي القائلة أن الحركات الثورية، والحروب، والعنف ومصير البشرية هي نتاج طاقة عليا تصدر عن الشمس أثناء دورانها حول نفسها كل 11 سنة. تصدر الشمس طاقة كونية عالية تخترق جسم الإنسان لتحدِث تحولات بين النظام والفوضى. هذا العمل هو نتيجة ذاكرتي من حرب لبنان 2006 وهو يهدف لفحص مكان وتأثير النظرية على حياتنا.
إلى أين تريدين الوصول؟
لا اعرف. لا يمكنني رؤية نفسي في المستقبل بعد، لكني أريد ممارسة هذا المجال، أن أزيد وأعمق معرفتي بالمواد.
لور عوكل
