top of page

حدثينا عن نفسك

ولدت وترعرعت في الأردن وانتقلت إلى القدس في العام 2013 بعد زواجي. درست التصوير في كلية "سيعور موحوت" وبعدها في كلية مصرارة.

ما هي الوسائط الفنية التي تستخدميها؟

التصوير غالبًا، إن كان تصويرًا لمناظر طبيعية أو بورتريهات. أمارس النحت أحيانًا وأحب استخدام برامج المونتاج لتحرير الصور والفيديو للتعبير عن رأيي بالأمور التي لا تعجبني في المجتمع. المرة الأولى التي مسكت فيها كاميرا كانت في العام 2015. التحقت بدورة تصوير لأن لم يكن يمكنني أن أدرس قبل إتمام معاملات لم الشمل، وأحببت التصوير منذئذ. شعرت أن الصور تخرِج الأشياء من داخلي، أن أظهر لغيري ما أشعر به.

ما هي الطقوس التي تمارسيها للوصول من الفكرة إلى العمل؟

عادةً ما أعمل في ساعات الليل بعد نوم الجميع لأني بحاجة إلى هدوء تام. أحضر فنجان كابوتشينو وأحضر الأرجيلة وأكتب على الورق، ليس على الكمبيوتر. أصور عند شعوري بالغضب أو الحزن. أشعر أن الغضب يبني الصورة. أحب تصوير الشروق والغروب ومعالم البلدة القديمة في القدس.

يتناول عملك "حمل في خطر" (فيديو آرت، صوت، أغراض جاهزة الصنع (ready made) وتمثال) الذي عرِض في معرض "يُعاد" في غاليري المركز موضوع صعوبة الحمل.

 

من أين جاءت فكرة العمل؟

أتتني فكرة العمل من حاجتي للحديث عن فشل تجربة الحمل بعد عدة مرات أجهضت فيها. ولدت ابنتي البكر بولادة طبيعية لكن عندما حاولت الحمل لألد لها أخًا أو أختًا، أجهضت أربع مرات. كنت أعاني من تخثر الدم وكان علي تلقي لقاحات لتمييع الدم. كنت أتلقى اللقاحات في المستشفى بداية ما لم يكن سهلًا وكان يستغرق الكثير من الوقت وقررت عندها أن أتلقى اللقاحات بنفسي. أخاف من الإبر لكني اضطريت لتعلم حقن نفسي بنفسي وأن أتغلب على الشعور بالخوف. ما دفعني لذلك هو شعوري بالمسؤولية تجاه الطفل الذي أردت إنجابه. ليست الأمومة بالأمر السهل. في المرة الأولى التي أردت أن أحقن بها نفسي استغرقني الأمر أكثر من ساعة. رافقني زوجي خلال هذه التجربة وكان معي دائما.

كنت أجمع علب الأدوية والإبر وقررت استخدامها في عملي. لم تكن هذه فكرة العمل في البداية. مرت الفكرة بعدة تغييرات وتعديلات حتى وصلت لنتيجة كنت راضية عنها. علقت الإبر على السقف حتى يشعر داخل الغرفة بضغط الأبر ينهال عليه من فوق. مثلما شعرت أنا أثناء العلاج.

قمت بهذا العمل لطرح المشكلة التي واجهتها والتي اكتشفت أن كثيرًا من النساء تواجهنها. أريد أن أترك بصمة في المجتمع، أن أثبت نفسي وقدراتي وإن بإمكان كل امرأة أن تبدع وتبني. لسنا، نحن النساء، عبثًا أو نكرة. أريد أن أتعلم كيف أتناول مواضيع غريبة وغير مألوفة أخرى. عن الحياة. عن الرجال ربما.

ما هي التحديات التي تواجهينها والتي سبق وواجهتِها؟

أكبر تحدٍ كان عندما انتقلت للعيش في القدس. كانت تلك هي المرة الأولى التي أزورها فيها. كانت لدي في السابق صورة ما عن القدس تحمل سحرًا معينًا لها وللمسجد الأقصى. ما زال هذا السحر موجودًا، خاصة عندما أزور الأقصى أو عندما أمشي في البلدة القديمة في الشتاء، خاصة، عندما ينظف المطر الحجارة ويغير القدس. لكن سكان القدس مختلفين عما تخيلتهم. كان من الصعب علي التأقلم معهم في البداية ولم أغادر البيت حتى لا أختلط مع أحد لكني قررت بعد ذلك أن أفعل ما أريد. صعوبة أخرى هي أني لا ألتقي بأهلي. أشعر بالغربة أحيانًا وأتمنى أن يكون أهلي معي لكنهم لا يستطيعوا القدوم إلى هنا.

كانت الدراسة صعبة في البداية أيضًا وغريبة حتى. كان كل من حولي إسرائيليين في كلية "سيعور موحوت" وكان أغلبهم متدينين وكان هناك فصل بين النساء والرجال. كنت أستخدم اللغة الانجليزية أحيانًا وكانوا يساعدوني لكني لم أكن أختلط بهم. أما في المصرارة فقد كنا فوجًا كاملًا من الطلاب والطالبات العرب. كان هذا أسهل لكني لاحظت قدرًا كبيرا من الإهمال لنا واحتياجاتنا وحقوقنا. شعرت أننا كنا فئران تجارب. شعرت أني لم أتعلم بما فيه الكفاية. لم تقتنع الكلية بفكرتي لهذا العمل مثلًا. أرادوا مني أن أتناول كوني امرأة وكوني عربية لكني أصريت على هذه الفكرة. قمت بالعمل 10 مرات، بشكل مختلف كل مرة. تلقيت انتقادات كثيرة لكنها قوتني.

هل هناك دور لعائلتك وجمهورك؟

هناك صعوبات بالتأكيد. لا يتقبل مجتمعنا التصوير أو النحت كثيرًا. لكني أتلقى الدعم من زوجي الذي يساعدني ويناقش معي أفكاري. يركب معي زوجي أعمالي التركيبية التي سبق وعرضتها. حماتي تساعدني أيضًا وتعتني ببناتي حتى يتسنى لي العمل. وبتطبخلنا كمان.

إلى أين تطمحين الوصول؟

أريد أن أعرض عملي هذا ("حمل في خطر")  في كل مكان في العالم. شعرت بداية أن هذا العمل هو قمة أعمالي لكني أشعر اليوم أنه بداية الطريق فقط. أريد أن أتناول مواضيع أخرى كالتفريق بين البنات والبنين. لأن المجتمع يذكرنني دائمًأ أن ابنتاي ليستا كفاية وأن علي أن أولد ابنًا، لكنهما بناتي أنا.

لماذا اخترت دراسة الفنون؟

يمنحني الفن سعادة وطاقات إيجابية. كما أن الإنجازات التي أتوصل إليها تشعرني بالسعادة خاصة عنا أرى تفاعل الناس مع ما أقوم به وعنما تصلهم رسالتي. أثر الفن أيضًا على معاملتي لنفسي ولبناتي. كنت عصبية وأبتعد عن الكل حتى لا أجرح أحدًا لكن الفن "خلاني أصير أطوّل بالي".

مواليد: 1993، مقابلين (الأردن)

دارين إبراهيم يونس سلهب

bottom of page