من الحيز البيتي إلى الشارع:
"داخل منزلنا"
معرض نسوي فني في أزقة البلدة القديمة في شفاعمرو
افتتح الشهر الماضي معرض فني في شفاعمرو يعرض أعمال 14 فنانة فلسطينية في إطار النشاطات لمناهضة للعنف ضد المرأة في البلدة، يسلط الضوء على قضية العنف ضد النساء.
يتميز المعرض بكونه مفتوحًا بمعنى أن الأعمال الفنية معلقة فيه على جدران شوارع وأزقة البلدة القديمة كاشفًا الفنانات وأعمالهن على الملأ ليطلع عليها كل من يجوب الشوارع. يحقق المعرض بهذا هدفًا لا يستهان به، وهو إتاحة الفن لكل عابر سبيل دون أن يقتصره على جمهور متذوقي الفن والفنانات والفنانين المعتاد، بالإضافة إلى إثارته لقضية في غاية الأهمية - مخرجًا ما يحدث في الحيز البيتي، "داخل بيوتنا"، وما يعلمونا أن نغض بصرنا عنه، إلى الشارع عارضًا إياه على الملأ.
يعرض المعرض أعمال 14 فنانة فلسطينية: أنيسة أشقر، أوجين أمين، براءة الشاعر، بثينة حلبي، بيان دياب، حنين زهير مطر، سماح بطحيش، صبحية حسن قيس، علا زيتون، ليا محمود، ماريا صالح محاميد، مريانة منصور نخلة، نجاة شاهين، ونيرفانا ذباح أسد. وهي أعمال مصورة ومرسومة ترافق بعضها نصوص شعرية للشاعرة آيات أبو شميس في اللغتين العربية والعبرية.
لكن، وعلى رغم النوايا الحسنة وراء فكرة المعرض، يشكو تنفيذها من نقص ما، ربما يعكس ارتباك المجتمع في تناوله لموضوع العنف ضد النساء في الحيز العام: رغم عرض الأعمال في الشارع، إلا أنها معروضة في شارع منزوٍ دون لافتات واضحة ترشد الزوار والسكان إليه، بدل أن تصرخ الصرخة التي أراد المعرض أن يصرخها. لم أعرف كيف أصل المكان وكان علي سؤال المارة حتى يرشدوني إليه، كما وأنني كنت وحدي هناك في شوارع بدت وكأنها ملائمة لركن السيارات أكثر بكثير من عرض أعمال فنية ذات رسالة مهمة. كما وأثار المعرض شعوري أن المزيج بين الجدران القديمة واللوحات الفنية يمثل واقعنا الأليم الذي يشكو من العنف المتزايد نعلقه على جدران بيوتنا غير مبالين.
أمر آخر يتعلق بهذا التنفيذ الهجين والمرتبك هو اختيار رجل يهودي (عدي يكوتيئيلي) ليكون قيّم المعرض (وهو ما يفسر التوجه الاستشراقي للأعمال). يثير هذا الاختيار التعجب، ما الذي دعا لاختيار قيّم غير ملم بثقافة ولغة الفنانات ومن تردن الجاء من تمثلهن القضية من لا ينتمي اليه من حيث اللغة والثقافة الأمر الذي يثير الفضول حول هذا الاختيار لمعرض نسوي، يمثل النساء ومن بادرن به مضفيًا إلى المعرض نزعة ذكورية متعالية (mansplaining)؟ يترك هذا انطباعًا سيئًا آخر.
المتحف في زقاق البلدة القديمة، خلف السوق بقرب من كنسية الكاتوليك.
المعرض بمبادرة من قسم الثقافة في بلدية شفاعمرو والمركز الجماهيري وبدعم من وزارة الثقافة والرياضة، و"مفعال هبايس" للثقافة والفنون. تم افتتاح المعرض يوم السبت الموافق 2021/10/30 وسيستمر المعرض حتى نهاية السنة 2021/12/31
نتلي ألز
صانعة محتوى، مدربة يوجا، ناقدة افلام ومسلسلات ورحالة. كاتبة مضامين في جريدة هارتس ومجازين 972
![](https://static.wixstatic.com/media/234efb_187b5560a4dd4a95968312087220645e~mv2.png/v1/crop/x_0,y_11,w_200,h_187/fill/w_200,h_187,al_c,q_85,enc_avif,quality_auto/%D9%86%D8%AA%D9%84%D9%8A%20%D8%A3%D9%84%D8%B2.png)